عام

بشارة جمعة أرور يكتب :النتيجة النهائية إدعاء مستحيل تحقيقه

الخرطوم / أفريكا نيوز 24

قلنها من قبل حبة على حبة بتكليل ونقطة على نقطة بتسيل…،فإذا أردنا أن نجد حلاً أزمة السودان التراكمية دعونا أن نتخلص من نظرة بعضنا نظرة إلى بعض بازدراء في المقام الأول ونلتقي تحت ظلال حبه لنوقف مسلسل الجحيم هذا، عندئذ ستتحقق الوحدة وسننتصر بالتوافق حينها سنعبر إلى ضفاف السلام والأمن والاستقرار، والإنتصار الحقيقي هو تحقيق الوفاق الوطني.

والسياسة ليست مجرد نشاط عابر،ولا تعني التشاكس والقدرة على المجادلة،بل عمل منظم بفكر وإدراك ووعي لتغيير أنماط الحياة وتطورات الأوضاع المتقلبة.

وهنا يتضح أن الإختلاف بوابة للحوار وتبادل الأفكار والآراء باعتبارها تقديرات وتوجهات فكرية قابلة للقياس

بين طرفي المعادلة السياسية(حكومة ومعارضة).

والقائد السياسي والزعيم المحنك لا يتكلم كثيراً إنما يفضل الفعل على القول والصمت والهدوء على الحديث في أغلب الأحيان ولا يتحدث إلا عندما يكون للحديث ضرورة أفضل من الصمت.

ولمن يتشدقون في الكلام لإمالة قلوب الناس وأسماعهم لكسب القبول بإسم ممارسة الديمقراطية زورا وبهتانا، فالديمقراطية في الأساس ثقافة سياسية تبنى على القيم والأخلاق وليست بالضرورة أن تكون نقل وتقليد للآخرين وتطبيق أعمى بالكربون، وإنما يجب أن تمارسة بإتخاذ الكثير من التدابير والإجراءات اللازمة التي توافق الإطار الوطني من حيث التأقلم والتكيف مع مُراعاة العادات والتقاليد باعتبارها ممسكات في المجتمع وكوابح لجماح النفس حسب البناء الاجتماعي والثقافي.

ويمكن تطويرها تدريجياً حسب المتطلبات الظرفية ومؤشرات المواكبة من مرحلة إلى أخرى. وللأسف أن هؤلاء الثرثارون المتفيهقون في الكذب والتضليل يطرحون ادعاء مستحيل تحقيقه هو علو أطماع القبيلة والجهوية في بسط السيطرة والنفوذ من ناحية والهيمنة على السلطة والثروة من ناحية أخرى، وكذلك الإدعاء بالنقاء العرقي والانتماء والولاء لمجموعة أو هوية…،فكانت النتيجة النهائية الصراعات والحروب التي تقودها لعنة اللوثة العقلية والأمراض النفسية المزمنة،وبالتالي كلفت الوطن مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء من مدنيين وقوات مسلحة ورجال شرطة وقوات نظامية أخرى…،حتى صارت أجهزة الدولة لا تملك القدرة على إصدار قرارات وأوامر ملزمة التنفيذ وواجبة الطاعة لمن تحكمهم.

والدول والمحاور التي تقف خلف أبوبنا لا ولن تكترث بنا ولا تهتم بما يحدث لنا ، وأما البعاعة الجائلين بشوارع السفارات وما بين المطارات والفنادق لا تهمهم اعتبارات الكفاءة الوطنية والسمعة الطيبة وتاريخ الإنجازات للسودان في المحافل الدولية بقدر ما يهمهم إظهار الولاء والطاعة لمن يدفعون ويمولون…،وهذا رهن بموافقة كتبة التقارير للمُخدِم.

والنتيجة النهائية لأصحاب هذه الأفكار والنوايا الخفية الذين لا يشعرون بمعاناة الشعب لن يستطيعوا كسب قبول الناس مهما عملوا، وكذلك تطبيق العلمانية والمدنية الموحشة بالمثلية زعم وادعاء مستحيل تحقيقه في السودان.

ولإبراء الذمة تحتم علينا رفع الإبهام عن الأفهام وتصيحيح الأفكار بإزالة الأوهام ونوجه دعوة للتعقل قبل أن يصاب الجوقة والمغرر بهم بسوء طباع البغال ويسرج الجميع خيول الفتنة الجهلاء التي ما فتئت تجري تحت الجسور الممتدة للاستقطاب حاملة الاطنان من الأحداث والمواقف والتطورات المعقدة…، فبدل الاكتفاء بالشعارات الفضفاضة والعبارات المعممة يجب أن يتحرك الجميع لإحتواء التطورات قبل فقد السيطرة عليها كلياً فالرائد لا يكذب أهله لأنه إن يفعل يوردهم إلى موارد الهلاك وإذ يدفعهم بذلك أن يرتقوا المزالق عن جهل بها فمن علا زلقاً عن غزة زلجا وموبقات كذب الرائد على أهله يورثهم الإحباط حين يستبينوا حقيقة الأمر بأنهم ركضوا خلف سراب بقيعة حسبوه ماءا.

وإن القبلية والجهوية إذا قويت شوكتها وعز سلطانها فعلى الدولة السودانية السلام لأن هوية القبيلة المبنية على البداوة والعصبية العرقية تعرقل الاستقرار وتزيد من مستوى المخاطر.

بعض الناس إذا لم تفعل مايُريدون أصبحت لا تعجبهم وربما يناصبك العداوة والبغضاء بلا سبب مقنع سوى تلبية لإشباع غرائزه العدوانية. ومع ذلك نقول لهم ستنتهي هذه الأزمة عما قريب بالتراضي والتوافق الوطني ويتخلص السودان من ويلات الصراعات السياسية والحروب العبثية.

نظرية السيطرة والنفوذ القبائل ادعاء مستحيل تحقيقه والنتيجة النهائية السقوط في غيابة الجُبِ.

 

قبل كده كلمناكم وحذرناكم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى