عام

بشارة جمعة أرور يكتب : الإخلاص في خدمة الأوطان

الخرطوم /أفريكا نيوز 24

لا شيء يُضاهي حُبي وإخلاصي لهذا الوطن إلا فخري بأمجاد الأجداد حيث مهد الحياة والحضارات.

وها قد اخْتَصم الهدوء وضبط النفوس فينا بصمت لفترات طويلة…،وإذا كان واجباً على المرء أن يخوض معترك الحياة بما يناسب تحديات الزمان في خضم التطورات التي أفرزها الحراك السياسي في الفترة الانتقالية، فإننا نجعل من مواقفنا وطرحنا استجابة أمضى لهذه التحديات وكلما أنبتت التطورات أوضاعاً تضر بالبلاد نقذفها بسهام الرأي السديد والفكر السليم والفهم العميق للتعامل مع الأوضاع لأن مواقفنا حول القضايا الوطنية لا تمليها علينا إلا اعتبارات المصلحة العامة كما تهدينا إليها قناعاتنا الفكرية وتقديراتنا الظرفية مع الالتزام الكامل بضوابط وأعراف العمل السياسي المبني على الصدق والإخلاص لا الغش والخداع والمكر والكيد السياسي، وما بين روح المخاطرة والمغامرة الثورية فكرياً و مفاهيمياً.

نؤكد أن هناك روح التوكل على الله الذي ننطلق منه لتحقيق أهداف وغايات شعار حزب العدالة( حرية-سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب).إيماناً بأن المبدأ يغلب المادة ولو بعد حين مادام العزم سلاحاً حاسماً في خوض غمار معارك السياسة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

و عليه أقول للمنظومة الحاكمة كقيادة لهذه المرحلة والتنظيمات وقوى السياسية كافة لو أن التجارب السياسية والتنظيمية لم تسعفكم في معرفة التعقيدات والتحديات والمخاطر التي أحاطت ومازالت تحيط بالبلاد بعد اندلاع هذه الحرب اللعينة والمعارك الضارية والاقتتال الوحشي التي تعجج نيرانها الكراهية الكامنة في النفوس حتى تمظهرت وتجلت في أشد أنواعها فتكاً من الأسلحة الفتاكة ذاتها،لأنها غالباً ما تكون السبب في ذلك…،.

فحري بكم ألا تعرفوا المؤثرات على الولاء والانتماء، لأن لواء الولاء والانتماء لا ينعقدان بسهولة لمجرد أن يكون الحديث مكثفاً بترهات الهياج السياسي العبيط عن المظالم وبذل الوعود الكاذبة ورفع الشعارات البراقة، إنما ينعقد لواء الولاء والانتماء بصدق النوايا والإخلاص في خدمة الأوطان بالقول والفعل والعمل الجاد، ولكن يبدو أن بعض القادة والساسة عمتهم الأهواء و دوافع الأيدلوجيات أو نزعات الانتقام والتشفي عن قول الحق وإتخاذ المواقف الصحيحة، فالقيادات السياسية التي تخاطر بحياة الناس وتعمل على توسيع دائرة الحريق بإشعال نيران الفتن عن طريق إكثار الانصرافيات المزرية بضيق الأفق حيناً وبالأطماع الذاتية أحياناً عليهم أن يعلموا بأنهم أول من سيدفعون الثمن ولو بعد حين…،.

ولن تفلح تلك الفذلكات اللغوية والعبارات التي يطلقها مهندسو الدعاية السياسية الرخيصة والمناورات العبسية والصولات والجولات العقيمة بعد أن جمعوا الرمضا والنار بخلط القضايا المصيرية بقضايا الفترة الانتقالية في طمس واضح وصريح للمهام ومفهوم المرحلة، لذلك حري بنا جميعاً في هذه المرحلة أن نؤكد عدم جنوحنا للمزايدة لأجل تسجيل مواقف سياسية لمغازلة الرأي العام الداخلي والخارجي كما يفعل البعض هذه الأيام من أجل الاستقطاب والكسب السياسي البخس.

وإنما يجب علينا أن نبني جسور الثقة والطمأنينة فوق ركام التغابن والتخاصم المصبغة بالنمطية الزائفة والمؤسسة على محض أساطير وافتراءت العملاء التي تدفع بأحداث اليوم نحو تفاقم فواصلها بتضليل الرأي العام بنشر فيروسات الميول الجارف والدوافع المنحرفة في الإتجاهات المتباينة كبذرة لإفتعال المزيد من الأزمات بالانحرافات الفكرية والسلوكية التي انتهكت المعايير الاجتماعية وخالفت القوانين والقواعد الأساسية،وبالتالي غذت التصرفات الهوجاء التي تدرجت حتى أوصلتنا إلى العنف والإحتراب،ومأساة الحرب في أبشع تجلياتها تعد من أقصى وأعلى مراتب العنف،والعنف هو أقسى وأسوأ أنواع السلوك البشري لما يترتب عليه من نتائج مدمرة لكل أنواع المصالح.

وبالفعل هذه المرة كشفت الحرب عن ساقها ورفعت الحجـب فظهرت كل الخفايا والخبايا وعرفنا من هم الذين لا يحملون في قلوبهم إلا الغل والحسد،وكيف تُحاك المؤامرات وتمارس الفهلوة في إدارة الدولة.

والحمد لله تعلمنا من التجارب والمواقف كيف نتجنب أولئك القوم.

فيا أيها الساسة والقيادات المتجولة في دول العالم وعواصمها،أعلموا أن قوة المواقف السياسية ليست بتقديم الشكاوي للأجانب وكثرة الكلام والحديث والأصوات المرتفعة اشباعاً للشهوات واتباعاً للهوى…،وإنما قوة المواقف تبنّى بالحجة والمنطق والرأي السديد والفكر السليم والفهم العميق والقدرة على التكيف مع الظروف والأوضاع.

والحوار والنقاش مع أبناء وبنات الوطن وهم الشركاء الأصليين والأساسيين في تناول المسائل وتداول القضايا والهموم الوطنية يعتبر قمة الاحترام والتقدير وقبول الآخر.

وعندما يتوارث الناس نبل الطباع،وقيم الفضيلة،فلا تأتي منهم،إلا محاسن الأشياء وسمو النفوس،وطهارة القلوب، وصدق المواقف،وطيب الخصال…،وهذه هي صفات وسمات الذين ناضلوا ودافعوا وبذلوا من وقتهم وجهدهم وكرسوا طاقاتهم وساهموا في بناء هذا الوطن الغالي ثم مضوا في سبيل الله والحقّ والمعروف وبذلك سطروا سيرتهم فهنيئاً لهم الدارين.

هكذا عهدناهم فأحببناهم،اللهم ارحمهم واغفرلهم وارفع درجاتهم،اللهم أدم وصلنا وضاعف أجرنا واجمعنا عندك على منابر من نور وأنت راض عنا يارب العالمين.

يا أيها السادة، كونوا دائماً جسور للتواصل والإصلاح وإياكم أن تكونوا سبباً وحاجزاً يفرق بين الناس في هذا الوطن الغالي المكلوم.

(حرية-سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب).

القيادة مسؤولية والمجتمع القويم أساسه القيادة الرشيدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى